الجنون بالريف - Free Thinking

الجنون بالريف

"عاش الريف" هذه العبارة رافقتني طيلة مدة إقامتي بمدينة مراكش أرددها بين الفينة و الأخرى حتى أن مرافقي  يعتقد أنني قد أصبت بشيء ما بالريف لكن ماذا عساي أن أقول حينما أقف بجانب الطريق محاولا عبور شارع ما حيث أضطر إلى الوقوف أحيانا أكثر من ربع ساعة دون أن يتطوع أحدهم مبادرا للسماح لي بذلك،ماعساي أن أقول حينما أمر بأحد الشوارع و أنا أترقب مهاجمتي من طرف مجهول سواء على ممر الراجلين او في الطريق العام فمحفظتك او هاتفك يجب أن تخفيهم تماما،ماذا عساي أن أقول حينما أكون في وسط ازدحام السيارات بمكان ما ولا أحد يريد أن يتساهل معك ،ما عساي أن أقول حينما أغادر مقهى و نسيت به شيئا ما فلا أحد سينبهك او يحتفظ لك بأغراضك إلى حين عودتك.
فأنا لم أجد من عبارة لأقولها غير عاش الريف حيث الناس أكثر تسامحا في كل ما أسلفت ذكره فأول ما تضع أقدامك لعبور الشارع إلا ويقف أحد السائقين ليسمح لك بالعبور،كما أنني نسيت أكثر من مرة أمتعتي بالسيارة دون إقفالها أو في المقاهي و أجدها تنتظرني، و أكثر من مرة تجولت بمناطق مختلفة و لم أشعر يوما بالخوف فالأمن و الأمان مضمون،و أذكر هنا قضائي بعض الأيام بشكل متقطع في شاطئ البحر رفقتي أسرتي فلا أحد يترصدني او يزعجني فالجميع مهتم بشؤونه الخاصة مبديا لمحيطه الإحترام على عكس ما تشعر به في مناطق مختلفة بمدينة مراكش فالكل يراقبك .
خلاصة القول عاش الريف و كل الحب و التقدير لأهله الذي أسال الله أن يفرج كربهم جميعا

Post a Comment